مَا هُو الرُوح القُدس ؟ فى قوله : وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس
جاء ذكر الروح القدس في كتاب الله -عزّ وجلّ – في العديد من المواضع التي تُشير في غالبها إلى أنّ المقصود بروح القدس هو سيدنا جبريل عليه السلام، ويمكن ذكر هذه الآيات كالتالي: (وَأَيَّدْنَاهُ برُوح الْقُدُس)(نَزَلَ به الرُّوحُ الْأَمينُ)وممّا يؤيّد أنّ المقصود بروح القدس جبريل -عليه السلام- ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
أنّه قال لحسان بن ثابت: (يا حسانُ، أجِبْ عن رسولِ اللهِ، اللهم أيِّدْه بروحِ القُدُسِ) روى عبد الله بن مسعود -رضيَ الله عنه- فقال: (رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جبريلَ في صورتِه وله ستُّمائةِ جَناحٍ كلُّ جَناحٍ منها قد سدَّ الأفُقَ يسقُطُ مِنْ جَناحِه مِنَ التهاويلِ والدُّرِّ والياقوتِ ما اللهُ به عليمٌ)
السؤال لقد سمعت حديثا شريفا أرجو معرفة النص والكتاب الذي ورد به وهذا الذي سمعته من الحديث “عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: من ادعى أن محمدا رأى ربه فقد أعظم الفرية فإن الله قال في كتابه الكريم ” لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهواللطيف الخبير” وللحديث بقية وجزاكم الله خيراً….
الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد أخرج الحديث مسلم في كتاب الإيمان.. باب: معنى قول الله عز وجل: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى [لنجم:13] 1/159 ورقم الحديث 177، والترمذي في كتاب تفسير القرآن باب: ومن سورة الأنعام ورقمه 3068، والنسائي وابن حبان عن مسروق قال: كُنْتُ مُتّكِئاً عِنْدَ عَائِشَةَ. فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَائِشَةَ! ثَلاَثٌ مَنْ تَكَلّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنّ فَقَدْ أَعْظَمَ علَى الله الْفِرْيَةَ. قُلْتُ مَا هُنّ؟ قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنّ مُحَمّداً صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ. قَالَ وَكُنْتُ مُتّكِئاً فَجَلَسْتُ.
فَقُلْتُ: يَا أُمّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْظِرِينِي وَلاَ تَعْجَلِينِي. أَلَمْ يَقُلِ الله عَزّ وَجَلّ: وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ (التكوير الاَية:23) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىَ (النجم الاَية:13) فَقَالَتْ: أَنَا أَوّلُ هَذِهِ الأُمّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: “إِنّمَا هُوَ جِبْرِيلُ. لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرّتَيْنِ. رَأَيْتُهُ مُنْهَبطاً مِنَ السّماءِ. سَادّاً عِظَمُ خلقه مَا بَيْنَ السّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ” فَقَالَتْ: أَوَ لَمْ تَسْمَع أن الله يَقُولُ: لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللّطِيفُ الْخَبِيرُ (الأنعام آية:103)
أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنّ الله يَقُولُ: وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلّمَهُ الله إِلاّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنّهُ عَلِيّ حَكِيمٌ (الشورى الاَية: 51) قَالَتْ: وَمَنْ زَعَمَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَمَ شَيْئاً مِنْ كِتَابِ الله فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ. وَالله يَقُولُ: يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ (المائدة الاَية: 67) قَالَتْ: وَمَنْ زَعَمَ أَنّهُ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ. وَالله يَقُولُ: قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ الله (النمل:65) والله أعلم.