قصة التوائم الخمسة الأكثر غرابة ومأسوية في التاريخ!
قصص عجيبة حصلت حول العالم عبر التاريخ شملت الكثير من التفاصيل الصادمة والمؤلمة والحزينة، وعند الحديث عن هذه القصص لا يمكن إلا أن نذكر الحادثة التي حدثت في عام 1934، حيث شهدت قرية كوربيل الواقعة في شمال أونتاريو في كندا، معجزة فاقت جميع التوقعات.
حيث تم تسجيل ولادة توأم خماسي متطابق، وهي أول حالة مسجلة في كل التاريخ، خاصةً أنهم كلهم بقوا على قيد الحياة. ولاقت هذه الولادة ضجة وبلبلة عالمية في البلاد وانتشر الخبر في كافة وسائل الإعلام العالمية، ومنذ تلك اللحظة تغيرت حياة التوائم الخمسة إلى الأبد.
وفي تفاصيل الحكاية التي نشرها موقع Ripleys، البنات الخمس أسماؤهن أنيت وإميلي وإيفون وسيسيل وماري. عدّ آنذاك الكثيرون أن ولادتهن أمر يستحيل تصديقه خاصةً في ظل ظروف الكساد الاقتصادي الذي كانت تعاني منه البلاد.
وبعد ولادتهن تواصل والدهن مع وسائل الإعلام، فتوافد الصحافيون والمصورون إلى منزل عائلة التوائم، ثم أرسل الصليب الأحمر الكندي مجموعة من الممرضات إلى بيت العائلة للاعتناء بالتوائم وسرعان ما أصبحن من أشهر أطفال العالم.
بعد تقدمهما قليلًا في العمر انتقلت التوائم من عالم الإعلام إلى أرض الواقع، حيث بدأن يظهرن في المعارض، فعلى سبيل المثال عرض مَعْرِض شيكاغو العالمي على أبوهن أوليفا ديون مبلغًا ماليًا كبيرًا مقابل موافقته على التواجد في المعرض هو وأطفاله التوائم، لكن هذا الخبر أثار غضب الشعب الكندي باعتبار أنه استغلال للطفولة، كما اعتبروا أنه لا يجب أخذ التوائم إلى الولايات المتحدة الأميركية، معتبرين أن كندا أحق بهنّ.
وبعد بزوغ الاحتجاجات قام الأب بإعادة المال ورفض ظهور الفتيات بهذا المَعْرِض. الحكاية لم تكن بهذه السهولة، فقامت الحكومة الكندية بأخذ الأطفال من والديهما وتمّ تطبيق قانون “الوصاية على التوأم الخماسي”، لكن لم تتمّ حمايتهن كما كان متوقعًا، فتم تحويل المنطقة التي احتضنتهن إلى مَعْرِض هائل أطلق عليه اسم “أرض التوائم الخمسة”.
وتم إظهار الأطفال على السياح لمدة 9 سنوات، فكان يتم وضعهن في غرفة زجاجية وهم يلعبون وخلال هذه المدّة لم يكن هناك تواصل معقول بين الأطفال وأهلهم. وحصد المَعْرِض أرباحًا تقدر بمبلغ 500 مليون دولار، كما كانت حكومة أونتاريو تحصد الأموال من الأطفال أيضاً عبر الحملات الإعلانية وبيع الهدايا التذكارية التي تحمل صورهن.
شهرة التوائم الخمسة أصبحت عالمية ونُشرت صورهن في مجلات عالمية مشهورة كـ”التايم”، بالإضافة إلى استغلالهن من قبل منتجات الشركات الكبرى، كمعجون أسنان “كولجيت”، وأدوية الكحة، إلى جانب وضع صورهن على البطاقات البريدية.
وتمّ إنتاج 4 أفلام عنهن في مدّة الثلاثينيات من القرن الماضي. وعلى عكس ما يتوقع العالم، كانت طفولتهن قا،،سية ومأسـ،،ـوية ولم يستطعن عيش حياتهن بشكل طبيعي إلى جانب الأهل، كما خضعن للعديد من التجارِب العلمية.
وفي سن9 سنوات، تمكّن الأبُّ من استعادة الوصاية عليهن ومن ثم اختفين عن الأضواء نهائيًا وتمامًا، لكن المشاكل لم تتركهم، حيث ادعين لاحقًا أنهن تعرضن أيضًا لسوء المعاملة والاضطـ،،ـهاد في منزل الأب، وقد وصفن وضع المنزل في يومياتهن بقولهن: “هذا المنزل هو المنزل الأسوأ الذي عرفناه على الإطلاق”.
ولاحقًا ماتت إميلي في عمر الـ20 بعد أن اختنـ،،ـقت خلال تعرضها لنوبة صر،،ع. وفي أواخر سنوات التسعينيات، وبعد غياب طويل عن وسائل الإعلام، رجعت الفتيات للظهور مرة ثانية وذلك بعدما فتحت الحكومة الكندية تحقيقًا حول تبديد وصرف أموالهن، ومن ثم كسبن القضية وحصلن على تعويض مبلغ 4 ملايين دولار.
وفي عام 2017 عملت صحيفة “نيويورك تايمز” حوار مع الشقيقتين المتبقيتين على قيد الحياة أنيت وسيسيل اللتين كانتا تعملان على الحفاظ على بيت العائلة، ولاقت الفتاتان مرة أخرى دعمًا هائلا من الكنديين وخاصةً كبار السن، وتمّ لاحقًا الاحتفاظ بالمنزل وتحويله إلى متحف في صيف عام 2018.