ما معنى كلمة ضيزى وما سر استخدامها في القرآن الكريم
قال تعالى فى سورة النجم: تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ ؟ ما معنى كلمة:”ضيزى” وما سر استخدامها في القرآن الكريم؟ يقول الله سبحانه وتعالى في سورة النجم متحدثًا عن جحود الكفار وإشراكهم بالله آلهة أخرى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ (22) ما هو المقصود بكلمة “ضيزى” ولماذا تستخدم في القرآن الكريم؟
معنى كلمة ضيزى
الإجابة: ذكر الطبري في تفسيره لتلك الآية “تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى” أي قسمة جائرة غير متساوية، غير كاملة، لأنكم جعلتم لربكم من الأبناء ما تكرهون لأنفسكم، وأفضلتم أنفسكم بما ترضونه، ويقول الطبري أن العرب تقول: ضزته حقه بكسر الضاد، وضزته بضمها فأنا أضيزه وأضوزه. ثـمَّ قال الأخفش إذا كانت حقوقه تنقص ويتمنع منه، وإذا ابتعد عنّا نقوم بتقليصه، وإذا غاب فإننا نحتجزه.
ويقول الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدراسات القرآنية، أن كلمة “ضيزى” غريبة ولا تستخدم الآن في أي حديث، والمعنى الذي لا يفهمه الكثيرون هو القسمة الظالمة أو المائلة عن الحق. وتأخذ هذه الكلمة من قول “ضازه”، وتستخدم في حالة تعرض شخص للظلم، كمثال على ذلك، ذكر امرؤ القيس قصة بنو أسد الذين ضازوا بالظلم بحكمهم، حيث كانوا يساوون الرأس بالذنب.
وكلمة “ضيزى” ليست شائعة بشكل كبير، إلا أن الله سبحانه وتعالى استعملها لأن سورة النجم تنتهي كلها بحرف الألف المقصورة، فكان مناسبًا أن يقولها هناك، حتى لو قال “قسمة ظالمة” لتحدث اختلالًا في التوازن في الكلام.
الظلم هو تعدي الإنسان على حقوق الآخرين وإلحاق الأذى بهم بغير وجه حق. يعتبر الظلم من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتصف بها الإنسان، وهو مخالف للأخلاق والعدل الذي أمر به الله سبحانه وتعالى. إليك بعض المعلومات حول الظلم وأثره:
تعريف الظلم:
الظلم لغةً: يعني الجور والتعدي ووضع الشيء في غير موضعه.
الظلم شرعًا: هو تجاوز حدود الله والتعدي على حقوق الآخرين بغير حق، سواء كان ذلك في النفس أو المال أو العرض أو أي حق من الحقوق.
أنواع الظلم:
الظلم بين الإنسان وربه: يشمل الشرك بالله وكفر النعمة وعدم الالتزام بالعبادات.
الظلم بين الإنسان ونفسه: يشمل ارتكاب المعاصي والذنوب التي تضر بالنفس.
الظلم بين الإنسان والآخرين: يشمل التعدي على حقوق الآخرين، مثل السرقة، والاحتيال، والافتراء، والاعتداء الجسدي.
عواقب الظلم:
في الدنيا: يؤدي الظلم إلى الفساد في المجتمع وزيادة الأحقاد والضغائن بين الناس، ويمكن أن يتسبب في فقدان الأمن والاستقرار.
في الآخرة: يعاقب الله الظالمين بعقوبات شديدة، وقد وعدهم بالعذاب الأليم. قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ” (الشعراء: 227).
الآثار النفسية والاجتماعية للظلم:
الآثار النفسية: يتسبب الظلم في الشعور بالحزن والاكتئاب والقلق، سواء على الظالم أو المظلوم.
الآثار الاجتماعية: يؤدي الظلم إلى تفكك العلاقات الاجتماعية وانعدام الثقة بين الناس، ويمكن أن يتسبب في نشوء النزاعات والصراعات.
كيفية الوقاية من الظلم:
التقوى والخوف من الله: الالتزام بتعاليم الدين والتقوى يمكن أن يمنع الإنسان من التعدي على حقوق الآخرين.
العدل والإحسان: يجب أن يسعى الإنسان دائمًا لتحقيق العدل والإحسان في معاملاته مع الآخرين.
المراقبة الذاتية: يجب أن يكون الإنسان على دراية بتصرفاته وأفعاله، وأن يحاسب نفسه بانتظام.
مكافحة الظلم:
التوعية والتعليم: نشر الوعي حول حقوق الإنسان وأهمية العدل في المجتمع.
العدالة القانونية: يجب تطبيق القوانين بصرامة على الظالمين لضمان تحقيق العدالة.
الدعم الاجتماعي: تقديم الدعم والمساعدة للمظلومين والمحتاجين يمكن أن يخفف من آثار الظلم.
الظلم من أعظم الكبائر، وقد حرمه الله على نفسه وعلى عباده. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: “يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا”. لذلك، يجب على كل إنسان أن يجتنب الظلم وأن يسعى لتحقيق العدل في كل جوانب حياته.