الاعتذار من شيم الأكابر وقبول الاعتذار من شيم الكرام
الاعتذار من شيم أكابر الناس حقا، فلن تجد ثقافة على وجه الأرض إلا وتحث الناس على تقبل فكرة الاعتذار عن الخطأ دون تفكير كثير ودون ترك الأمر طويلًا، ودون تضخيم الأمر على النفس بأنه لا يليق بك الاعتذار عن خطأك والاعتراف بأنك قد تخطيت حدا ما تجاه شخص ما أو كيان ما، ثقافة الاعتذار هي الحل السحري لمنغصات أغلب العلاقات الإنسانية، التي تنقطع من جرّاءِ الخطأ الواقع بينهما، لا تتردد عزيز القاري ء في الاعتذار عن خطئك لمن تحبهم مهما بدا الأمر صعبا، لكنك ستشعر براحة قلبك فيما بعد.
محتــويات المقــال
الاعتذار من شيم الأكابر
لا شك أن ثقافة الاعتذار والتسامح تحظى بقيمة عالية لدى الكثيرين، وتفقد تلك الأهمية لدى البعض الآخر نتيجة الإيجو الذي يخدع صاحبه بأن الاعتذار والتسامح، سيقلل من قيمتك والصورة الذاتية لك أمام من أخطأت بحقه، هذا محض تدليس يا سادة، مبدأ الاعتذار والمسامحة سيرفع من قيمتك لدى أحبائك والمقربين منك وسيكسبك احترامًا عظيمًا لدى من لايعرفك، وهذا أثبتته المواقف الكثيرة على مدى الأيام.
الاعتذار عن الخطأ في الإسلام
ثقافة الاعتذار في الإسلام لها مقاصد رائعة للمُعتذِر والمُعتذَر إليه على حد سواء، فلا يعتذر إلا الواثق النقي الطيب صاحب القلب السليم، الذي ينأي بنفسه عن شبهات توقعه في سوء ظن الآخرين به، فهو يعد الاعتذار عن الخطأ إصلاحًا ضروريًا لخطأ قد لا يكون متعمدًا.
فهو يوضح وجهة نظره ويظهر احترامه للآخرين ورغبته في تنقية قلوبهم من ناحيته أيضا، كن من الأخيار واختر دائمًا الاعتذار عن الخطأ مهما بدر منك تجاه أي أحد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ“، وقد قيل: ماء الاعتراف يمحو دنس الاقتراف.
ماذا قال الله عن الاعتذار؟
كثيرا ما ستجد ايه قرانيه عن شجاعه الاعتذار في القرآن الكريم لحض الناس على هذه الفضيلة العظيمة، فنبي الله موسى قال للخضر عليهما السلام: {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}(الكهف: 73) ، وعندما قال: “قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَىْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَٰحِبْنِى ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّى عُذْرًا”، فالإقتداء بالأنبياء والصالحين هو من شيم الكبار حقا.
كيف تعتذر من شخص عزيز عليك؟
إذا حدث بينك وبين شخص عزيز على قلبك أي خلاف أو أخطأت في حقه بأي صورة، وأردت الاعتذار منه فهذه طريقة طيبة وإجابة على سؤال مهم يشغل بال الكثيرين ألا وهو كيف تعتذر من شخص عزيز عليك؟ في البداية اطلب منه الحديث معه وقتما يريد هو، ولا تفرض عليه الحديث في الأمر حتى لا تزيد الطين بلة.
ثم إبدأ كلامك معه وأخبره أنك تقدر استيائه مما حدث ومن خطئك بحقه، وأنه فعلا شخص عزيز على قلبك وأن لا تستطيع أن تؤذيه عن عمد إطلاقا وأن ما حدث كان له اسباب ولكنها ليست مبرر على الإطلاق لما بدر منك، واطلب منه أن يسامحك ويعفو عنك لوجه الله، وأنك لن تكرر الخطأ هذا مرة ثانية، وذكره بالآية:”وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” وتذكر دائما أن الأحباب هم أغلى ماتملك فلا تستهين بحزنهم.
الاعتذار في علم النفس
الاعتذار كما هو مهم لمن تعتذر منه، فله ذات الأهمية لمن يعتذر، ويمكن إيجاز بعض فوائد الاعتذار في علم النفس كما يلي:
- الشعور بالسلام والراحة النفسية والسلامة القلبية والاطمئنان والتخلص من مشاعر الندم والضيق تمامًا.
- القدرة على الاعتذار تعني قدر كبير من السواء النفسي وتساعد الشخص المعتذر في بناء شخصيته وتطويرها بطريقة صحيحة.
- فرص أكبر للاحتفاظ بالعلاقات الاجتماعية وأواصر الصلات الإنسانية وتعزيز الاحترام المتبادل في تلك العلاقات.
- المعتذر شخص كبير وعاقل ومسؤول، والمتكبر عن الاعتذار شخص طفل في جسد بالغ، لذا كرامتك من قدرتك على الاعتذار بسهولة عند الخطأ، وأيضا كرامة الآخرين المهمة جدا لديهم.
قالوا في الاعتذار
قالوا في الاعتذار الكثير، فهناك اعتذار بين الأزواج، واعتذار بين الإخوة، واعتذار بين الأصدقاء، وهكذا حسب طرفي الخلاف تختلف طريقة الاعتذار بينهما، وهذه بعض صور الاعتذار التي يمكنك تنفيذها واسترضاء شخص ما أخطأت في حقه.
الاعتذار لا يقلل من شأنك
الاعتذار لا يقلل من شأنك أبدا، بل قد يزيد من احترام الآخرين لك، ويكون بمنزلة تأكيد لهم أنك تهتم لأمرهم، وأنهم مهمين في حياتك، ويظهرك هذا الأمر أنك شخص قوي، فالقوة الحقيقة هي القدرة على إعطاء كل ذي حق حقه في الترضية التي يستحقها، وحفظ كرامته، يا عزيزي تأكد أن الاعتذار من شيم الكبار.